تركيا تتوعد والجيش الوطني يستعد للقادم.. ليبيا تترقب التصعيد بعد قصف قاعدة الوطية الجوية




كتب: كريم حسين

تهديد ووعيد وترقب، حالة من التخبط تسيطر على الحكومة التركية بعد يوم من الهجوم على أنظمة للدفاع الجوي التركي تم نشره خلال الأيام الماضية في قاعدة الوطية التي تسيطر عليها المليشيات التابعة لحكومة الوفاق الوطني جنوب غرب ليبيا.

وعلى الجانب الأخر يعيش الجيش الوطني الليبي "المدعوم عربيًا وروسيًا" بقيادة المشير خليفة حفتر، حالة من الطوارئ لمواجهة أية ردود أفعال قد ترتكبها مليشيات حكومة الوفاق أو القوات التركية المتواجدة على أراضي ليبيا التي انزلقت في حالة من الفوضى، عقب الأحداث التي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.

قصف قاعدة الوطية الجوية


البداية عندما قصف عدد من الطائرات الحربية التي وصفت بالمجهولة قاعدة الوطية الجوية جنوب غرب طرابلس، بعد أيام من نشر الجيش التركي لأنظمة دفاع جوي داخل القاعدة في محاولة منه لفرض السيطرة الجوية على غرب ليبيا، بعد استعادة القاعدة من سيطرة الجيش الوطني الليبي  في شهر يونيو الماضي.

وتمكنت الطائرات من تدمير 9 مواقع تركية تم نشرها في قاعدة الوطية،  بنسبة وصلت إلى 80 %، بالإضافة إلى مقتل أحد القادة العسكريين الأتراك المهمين، وفقًا لما أعلنه العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي.

حكومة الوفاق تندد وتركيا تتوعد


وبدورها خرجت حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتندد بالهجوم على قاعدة الوطية الليبية، مشيرة إلى قيام قوات جوية أجنبية بالهجوم على القاعدة، فيما قال صلاح النمروش، المتحدث باسم وزارة دفاع الوفاق: "نفذت غارات على قاعدة الوطية، من قبل قوات جوية أجنبية لدعم مجرم الحرب في محاولة بائسة ويائسة لتحقيق انتصار معنوي لقوات حفتر"، كما أضاف "الرد في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب"  دون أن يحدد أي القوات الجوية الأجنبية التي  يشتبه في أنها وراء الغارة.

فيما وجهت الرئاسة التركية أنظارها صوب قاعدة الجفرة الجوية وفقا لما كشفه بيان للمكتب الإعلامي للرئاسة التركية، أن قاعدة الجفرة الجوية هدف عسكري للقوات التركية المتمركزة فى ليبيا، لما تمثله من أهمية عسكرية مع مدينة سرت التي تمثل مفتاحا للسيطرة على الموارد النفطية الليبية، في حين اعتبر مسؤول في وزارة الدفاع التركية أن قصف قاعدة الوطية، يظهر رغبة حفتر في استمرار اطلاق النار.

الجيش الوطني يحرر ليبيا من التدخل الأجنبي 


استعدادًا للمرحلة المقبلة وبعد يوم من قصف قاعدة الوطية الجوية اجتمع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، بقيادات الجيش في مدينة بني غازي لبحث عدد من الملفات المتعلقة بمهام القوات المسلحة في كافة الاتجاهات، وبحث الترتيبات والخطط اللازمة للمرحلة المقبلة، في حين أعلنت مصادر نشر الجيش الوطني لمنظومة دفاع جوي متطورة في محيط سرت والجفرة، عقب وصول تعزيزات عسكرية إلى المليشيات المدعومة من تركيا إلى مدينة مصراتة.

كيف تم قصف قاعدة الوطية الجوية؟


وأشار مينا عادل/ باحث في علوم الطيران، في تصريحات صحفية له، أن بداية قصف قاعدة الوطية الجوية جنوب غرب طرابلس الليبية، جاء بعد جمع المعلومات عن الهدف عبر معلومات استخباراتية دقيقة، واجراء التصوير بالقمر الصناعي العسكري، لتحديد خط سير المقاتلات والصواريخ والقنابل الموجهة، واجراء عملية التنصت الإلكتروني عبر طائرات الاستطلاع المخصصة، ليتم تحديد كيفية إتمام المهمة وتحديد الأهداف من العملية، كما يتم اختيار المقاتلات المناسبة للعملية، وتحديد الذخائر، تمهيدًا للتنفيذ.

قاعدة الوطية الجوية 


وتحظى قاعدة الوطية بأهمية استراتيجية كبيرة في مسار الصراع بالمنطقة الغربية، فهي تبتعد عن الحدود التونسية بنحو 72 كيلومترًا، وعن مطار طرابلس الدولي بنحو75 كيلومترًا، ما يجعلها  محط أنظار القوات التركية المتدخلة في ليبيا حتى تتمكن القوات المتواجدة فيها من تنفيذ طلعات جوية على محاور الاشتباكات، كونها توفر غطاء جويا للقوات المتواجدة على الأرض.

ليبيا صراع لم ينتهي 


وخلال العام الماضي وقعت حكومة الوفاق الليبية بقياد فايز السراج، والمعترف بها دوليا مذكرة تفاهم أمني وعسكري بين طرابلس وأنقرة بهدف تعزيز قدراتها المليشيات العسكرية التابعة لها في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لتدخل  ليبيا في نزاعًا مسلحاً، بعد تدخل قوات تركية في الأراضي الليبية ، ومقتل مئات من المدنيين وتشريد أكثر من 200 ألف شخص.

اقرأ أيضا..

تعليقات